الكتاب ممتع جدا ومثري لمن يحب ويفضل القراءة في أدب الرحلات .. هذه قرأتي الثاني لعبدالكريم الشطي ، قرأت له سابقا ” تسكع على الخريطة ” تحدثت عنه هنا ، الجميل في عبدالكريم أنه يجمع بين يومياته ومعلومات وثقافة وتاريخ البلد بشكل مختصر وممتع غير ممل ، تشعر وكأنك معه في رحلاته
بدأ الكتاب بمقدمه لطيفة عن ابن شطوطة الرحالة الذي اشار بأنه قرين سوء ، حيث انه كان يظهر له في كل رحلاته ، وما ابن شطوطة الا نفسه الأخرى التي توسوس له
تحدث عن مطار بانكوك الذي ادرك فيه بأن رحلة عودتة لوطنة الكويت تستغرق ٣ أيام وليس ٣ ساعات كما كان يعتقد ، حيث لم يكن يحمل ما يكفي من النقود ل ٣ أيام ، فالتقى بمشرد اعطاه خطه لكي يعيش ويستمتع في ال٣ أيام بما تبقى له من المال
تحدث عن اسبانيا .. التي سافر إليها مع أصدقاءه
حيث شعر بالإختناق معهم عندما ذهبوا لمقهى لا يرتاده إلا الأغنياء ( قبائل قريش ) على حد قوله
فقط ليثبتوا وجودهم وأنهم لا يختلفون عنهم
لم يستطع تحمل هذا النفاق ، لأنه يرى بانه لم يعمل بجد لسنوات ويجمع المال من اجل السفر ليصرفه بهذة الطريقة ، فخرج غاضبا ولم يجد نفسة الا امام مكتب سفريات ليقرر ان يسافر لمكان اخر يعيش فيه مغامره ويشعر بأنه غير مكبل لتقترح عليه الموظفة السفر إلى كوستاريكا
في كوستاريكا شعر بأنه كبالون خفيف يخطو بلا ثقل
وسمح لهذه المدينه بأن تفاجئة بلا تخطيط منه ، فذكر كيف ذهب لمعهد اللغة التي بدورهم اقترحوا عليه السكن مع عائلة ، لتكون الأم ماريا وابنتها وابنها الكسول هم عائلته الجديده التي قضى معهم شهرين عاملوه بحب صادق واعتبروه كفرد بالعائله
تحدث عن الأرجنتين وفكرة ” ضيافة الكنبة “
وهو عبارة عن موقع يسمح لك باستضافه احد في منزلك او السكن لدى الأخرين مجانا حيث يضع كل شخص ملف تعريفي عنه ويتم التواصل معه ولا ينتظره أكثر من كنبه صغيرة في صالون البيت للنوم عليها ، تكلم عن ايليه الذي استقبلة مجانا من خلال الكنبه وكيف ان البيت يعج بالزوار ويحرمك النوم لكنه يرزقك الصداقات ، ايضا ذكر بأن الارجنتينين لا يستطيعون السفر لمدينة تبعد عنهم ساعتين بسبب تدني عملتهم ، يعيشون حياة متوسطة في اوطانهم لكنهم فقراء في الخارج
تحدث عن كاراكاس التي لم يكون بها صداقات
بسبب عدم الأمان بها و بسبب ارتباطه بصديقيه المقربين للترجمه لهم والبحث عن انشطه تناسبهم فبقي مشلولا عن هدفه من الرحلة بالتعرف على الاخرين ، واثناء عودتهم إلى الديار قابلة ابن شطوطة ووسوس له بأن يودع صديقية ويتعرف على فنزويلا أكثر ليقرر أن يذهب لماركايبو اخطر بقعة في فينزويلا .. حيث تواصل مع صديقين هناك ، استقبلوه ووضعوا له برنامج خاص وعرضوا علية قائمة من الممنوعات والتحذيرات وقالوا له اتبع تعليماتنا وستمضي أجمل ايام حياتك ، خالفنا وستدفن هنا حيث تدور عدة احداث هناك
لينتقل بعد ذلك الى ميريدا والفتاة ديانا واخذها له في رحلة نحو غابات الأمازون لينبهر من صنع خلق الله لهذة الطبيعة ويغرق بالتبتل
تكلم عن نظام ( Gap Year ) وهو نظام بعض الدول الأوربية يمنح فيه الطالب الذي انهى الثانوية سنة من التفرغ مع مبلغ مالي يكفي لشراء تذكرة والسفر بتكاليف مخفضة لكي يجرب الطالب العالم ويتعرف على نفسة قبل ان يتخصص في الجامعة
في غابات الأمازون التقى بكيبو الذي اخبره عن قبائل في البرازيل يعيشون نصف عراة وهم أقل تمدنا ليستيقظ شيطان السفر ليذهب إلى هناك ليكتشف تلك القبيلة بتهريب غير قانوني عن طريق النهر وصل لهناك ومضى ٣ ساعات وقد تأخر الأشخاص الذين من المفترض أن يستقبلوه ، ولا يوجد اي ارسال في الجوال حتى غابت الشمس واصبح المكان ظلام دامس ، اختفت فكرتة لإكتشاف القبائل والتعرف عليهم من الخوف وحاصرته الصور السلبية لتدور احداث مع الخوف والوحدة والظلام والأفكار في تلك البقعة
تحدث عن تلك القبيلة النصف عراة ، رجالهم نحاف ونساؤهم بدينات وقصار القامة ، جفاة غير مرحبين ولا يعرفون العرب ، العالم بالنسبة لهم امازونيون وغزاة بيض ، ينامون تحت الهلال المظلل لا غرف نوم ولا فواصل لا يوجد نظام الأسرة ، الرجال ينامون لوحدهم والنساء لوحدهن والأطفال لوحدهم
في المكسيك ( كانكون ) تحدث عن متحف موسا في قاع البحر لا يمكنك زيارته دون بدلة غطس ، وايضا تحدث عن بلد الوليد التي تشبه الشام ، وهي اول مدينة بناها الأسبان في المكسيك ، تحدث عن مدى استهلاكهم للذرة حيث تدخل في جميع وجباتهم ومشروباتهم ، تحدث عن واهاكا وكيف انها غنية بتراث فريد وانها محاطه ب ١٥ عرق وقبيلة مكسيكية لدى كل منهم لغة وتراث واكل خاص بهم ، وانه يوجد لديهم عيد يسمى عيد الموتى يستمر ٣ ايام ، بحيث كل واحد منهم يلبس اقنعه ملونه ومرعبة وامام كل بيت توضع صور الموتى وتفاصيلهم المفضلة وبالليل يبدأ الكرنفال في الشوارع حتى الوصول للمقابر ، والحكمة من هذا العيد انهم يعتقدون بأنهم يساعدون سيدة الموت في العناية بعظام الموتى وترطيب ارواحهم ( استغفر الله 😅 )
تكلم عن كوبا ( هافانا ) وانه لا يسمح لهم بالعمل التجاري لذلك يقومون بخدمات متنوعة بالخفاء ومنها السكن للسياح ، وانه قام بالسكن مع عائلة عرضوا علية غرفتي نوم بسعرين مختلفين الفرق بينهما هو وجود مروحه في احداها ، ولأن الرطوبة عاليه هناك قرر اختيار غرفة المروحة ، ذكر ان في هافانا تشعر وكأنك تعيش في الستينيات وكأنها توقفت عن النمو وبقيت في تلك الحقبة في كل شيء في البيوت والسيارات وقصات الشعر والوجوه والأكل … الخ
ذكر ايضا ان السائح هناك لابد ان يدفع بالدولار السياحي ( الكوك ) وهو اربع اضعاف الدولار الكوبي ، ايضا القانون الكوبي يمنع الشعب بالتحدث او الخروج مع سائح حتى لا يحدث مشاكل
ذكر ايضا ان الكوبيين لا يهتمون بالإختلافات والأعراق ، الأبيض يتزوج سمراء ، الرشيق يتزوج سمين ، ما يهم سوا الحب حيث لا يوجد معايير للجمال بل يوجد اذواق مختلفه كلا مقتنع بها
الكتاب مليئ بالأحداث والقصص اقتبس منه :
” من السذاجة أن ترحل لتتغير فقط ، يجب أن تتغير لتغير ، يجب ان ترجع وتصنع فرقا ، وإلا كنت طالبا مجتهدا علق شهادته على الحائط ، ارحل .. تغير .. غير “
” اعتقدت أن السفر سيكون لي هوية عالميه ليس لها وطن لكنه عزز شرقيتي وانتمائي العربي والإسلامي “
” نحن نظلم العالم حينما نعتقد أن كل مدينة تشبه جارتها ، السفر يعلمك بأن كل شارع يختلف عن الذي يليه “
” الفقر والغنى غرفتان متطابقتان تماما ، لكن غرفة الفقر مظلمة داكنة ، وغرفة الغنى مشرقة تطل عليها الشمس ، لذا يحرمنا الفقر من رؤية الأشياء الموجودة حولنا ، لكننا في الغنى نملك الصوء والمشاهدة ، ومن ينجح في اجتياز غرفة الفقر إلى الغنى يكتشف أن كل شيء كان موجودا ومتوفرا في غرفة الغنى لكننا عاجزون عن رؤيتة “
” – لماذا تسافر ؟
الناس .. البشر هم أكبر معجزة على وجه الأرض .. أتلمس تجاعيدهم .. أخشع في أفكارهم الساذجة ، أسمع حكاياهم المكررة .. الناس يلهمونني يدفعونني للتفكير والكتابه “
” السفر في حقيقته آله زمن ، تنتقل فيه من زمن لآخر قبل أن تنتقل فيه من جغرافيا إلى أخرى “
” هذا ما تفعله بنا المصائب .. تعري ضعفنا .. تكشف هزالنا .. وتجعلنا في قيامة مع الله وحده ، وحده الضار النافع ، وحده الآخر الباقي ، وكل ما فوق التراب تراب ، كل ما اقتربت منه تضاءلت الأصوات ، كل ما حاولت رؤيته انقشع الظلام كل ما أنست به هربت الوحشة ، قضيت ليلي مادا يدي معتصما بحبل يتجاوز هزيع الأمازون إلى قاب قوسين “
” نحتاج قليل من سفر وكثير من تواضع حتى ننتج بشرا من تراب صاف ، تعبنا من البشر الذين يتعالون ويزدرون الأخرين ، الذين يحملون البكالوريس بالقانون وماجستير الهندسه والدكتوراه والسياسة ولكنهم لا يحملون ابتدائية التراب ، نحتاج المختلف لنتنوع “